مشاركة مميزة

الأصدقاء الحقيقيون - خواطر ولحظات وعي

  الأصدقاء الحقيقيون: الطريق والونس والطمأنينة   في زحمة الحياة، تتغير أماكننا، تتبدل ظروفنا، ويغادر الكثيرون محطاتنا… لكن هناك أشخاص يبقون مختلفين. أصدقاء لا يُقاس وجودهم بعدد السنين، ولا تُحدّد قيمتهم بكثرة اللقاءات، بل بعمق الأثر الذي يتركونه في قلوبنا. هؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون، الذين يثبتون لنا أن الصحبة ليست مجرد "ناس نمشي معهم في الطريق"، بل هم الطريق نفسه، والونس الذي يجعل المسافات أخف، واللحظات أعمق وأجمل. معنى الصداقة الحقيقية الصداقة الحقيقية مو بس مكالمات أو ضحكات عابرة، هي دعم في الشدائد، وكتف نرتاح عليه وقت التعب، وصوت يذكرك إنك ما زلت بخير حتى لو العالم كله تغيّر. هي طمأنينة تجعلك تشعر أن لديك من يفهمك بلا كثير شرح، ومن يساندك بلا شروط. الأصدقاء… مرآة الروح الصديق الحقيقي هو المرآة اللي تعكس حقيقتك من دون زيف. ما يجامل على حساب مصلحتك، وما يجاملك على خطأك، بل يكون معك بالصدق حتى لو كان مؤلم. وجوده يذكرك إنك لست وحدك في معارك الحياة، وإن هناك دائمًا من يراك بعين المحبة، لا بعين المصلحة. الصحبة التي تخفف عبء الحياة الأصدقاء الحقيقيون هم اللي يحولون الأيام الصعب...

رحله في انتظار الضوء - خواطر ولحظات وعي

 

رحلة في انتظار الضوء

رحلة انتظار الضوء
رحلة انتظار الضوء


تحت أضواء المطار الخافتة، جلستُ قرب نافذتي الصغيرة، أرقب جناح الطائرة الممتد كيدٍ تحضن السماء. 

لحظة الصمت التي تسبق الإقلاع دائمًا ما كانت تحمل في طياتها شيئًا يشبه السحر... انتظارٌ لا يشبه أي انتظار، وكأن العالم كله يتوقف لبرهة ليمنحني فرصة لأتأمل.

المدرج ساكن، الأضواء تلمع بلطف، والمبنى أمامي يلوح كظل بعيد خلف زجاج مشبع بالضباب الخفيف. كل شيء بدا صامتاً، إلا داخلي؛ 

كانت مشاعري تتدفق مثل نهر لا يعرف السكون. حماس، شوق، حنين، وترقب لرحلةٍ تبدأ من هنا، ولا أعرف تمامًا أين تنتهي داخلي.

أحببتُ دومًا لحظة الإقلاع. تلك الثواني التي يتحرر فيها الجسد من الأرض، ويصعد القلب قبل الطائرة، معلّقًا بين سماء وأرض، بين وداع واستقبال. كنتُ أستعد لرحلة إلى القاهرة، لكن الحقيقة أنني كنت أستعد أكثر لرحلة بداخلي، حيث تتفتح الطرقات القديمة وتغفو الأحلام المؤجلة بين ضلوعي.

في السفر، كل شيء يبدو مختلفاً: الأصوات، الروائح، حتى الذكريات تصطف بهدوء كأنها تنتظر دورها لترافقني. لم تكن القاهرة مجرد مدينة بالنسبة لي هذه المرة؛ كانت وعداً بلقاء الروح بشيء أفتقده، أو ربما اكتشاف شيء فقدته ذات يوم دون أن أشعر.

وها هو الصوت يعلن الاستعداد للإقلاع، فتهتز الطائرة بلطف، ويهتز معها قلبي كمن يستعد لخطوة مصيرية. أغمضتُ عيني، وتركت قلبي يهمس للعالم:
ها أنا ذا... أبدأ من جديد. أغادر كل شيء قديم، وأحملني خفيفة نحو حلمٍ لم يكتمل بعد.

# SouadWriter



تعليقات