مشاركة مميزة

الأصدقاء الحقيقيون - خواطر ولحظات وعي

  الأصدقاء الحقيقيون: الطريق والونس والطمأنينة   في زحمة الحياة، تتغير أماكننا، تتبدل ظروفنا، ويغادر الكثيرون محطاتنا… لكن هناك أشخاص يبقون مختلفين. أصدقاء لا يُقاس وجودهم بعدد السنين، ولا تُحدّد قيمتهم بكثرة اللقاءات، بل بعمق الأثر الذي يتركونه في قلوبنا. هؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون، الذين يثبتون لنا أن الصحبة ليست مجرد "ناس نمشي معهم في الطريق"، بل هم الطريق نفسه، والونس الذي يجعل المسافات أخف، واللحظات أعمق وأجمل. معنى الصداقة الحقيقية الصداقة الحقيقية مو بس مكالمات أو ضحكات عابرة، هي دعم في الشدائد، وكتف نرتاح عليه وقت التعب، وصوت يذكرك إنك ما زلت بخير حتى لو العالم كله تغيّر. هي طمأنينة تجعلك تشعر أن لديك من يفهمك بلا كثير شرح، ومن يساندك بلا شروط. الأصدقاء… مرآة الروح الصديق الحقيقي هو المرآة اللي تعكس حقيقتك من دون زيف. ما يجامل على حساب مصلحتك، وما يجاملك على خطأك، بل يكون معك بالصدق حتى لو كان مؤلم. وجوده يذكرك إنك لست وحدك في معارك الحياة، وإن هناك دائمًا من يراك بعين المحبة، لا بعين المصلحة. الصحبة التي تخفف عبء الحياة الأصدقاء الحقيقيون هم اللي يحولون الأيام الصعب...

لم اكن اقرأ -خواطر ولحظات وعي

 

لم أكن أقرأ

لم اكن اقرأ
لم اكن اقرأ 

لم أكن أقرأ.
كنت أراقب من خلف شاشةٍ خفيّة، كأن بيني وبينهم مرآة لا تعكس وجهي، بل تعكس وجوههم.
أشخاص لا أعرف أسماءهم، لكنني حفظت ارتجاف أصواتهم، تلعثم خطواتهم، وذبول نظراتهم.
أماكن غريبة، كأنها لا تنتمي لهذا العالم…
فيها العيون لا ترمش،
والكلمات لا تُقال،
والصمت هو اللغة الوحيدة المفهومة.

في أحد المشاهد، شعرت بأن الزمن توقف.
وفي آخر، كنت أنا من يتكلم دون أن أنطق.
رأيت امرأة تهرب من ذاتها،
ورجلًا يبحث عن ظله في زوايا النسيان،
وشخصًا يجلس في ركنٍ قصي، يراقب الأحداث كأنها لا تخصّه…
ولكنه كان الجزء الأعمق من القصة.

لم أكن أمسك كتابًا، بل كنت أحمل مرآة لروحي،
وكل صفحة كانت تكشف لي ما أخفيه عن نفسي.
كل جملةٍ كنت أقرؤها بصوتٍ داخليّ، لم يكن صوت الكاتب، بل كان صوتي أنا.
صوت الخوف،
والفضول،
والتساؤل،
والرغبة في الفهم.

هل ما رأيته كان جريمة؟
أم مجرّد حياةٍ عادية تفيض بالتفاصيل الموجعة؟
هل كان مشهدًا خياليًا؟
أم أن الخيال هو الحقيقة الوحيدة التي نُصدّقها؟

أفقت من تلك الحالة…
عدت إلى مكاني، إلى ضوءٍ خافت وهدوءٍ مألوف،
وإذا بالكتاب في يدي، كما لو أنه لم يفلتني بعد.
نظرت إليه…
وهمست لنفسي:
"لقد عشت القصة، ولم أخرج منها بعد أن انتهت."

# SouadWriter



تعليقات