مشاركة مميزة

الأصدقاء الحقيقيون - خواطر ولحظات وعي

  الأصدقاء الحقيقيون: الطريق والونس والطمأنينة   في زحمة الحياة، تتغير أماكننا، تتبدل ظروفنا، ويغادر الكثيرون محطاتنا… لكن هناك أشخاص يبقون مختلفين. أصدقاء لا يُقاس وجودهم بعدد السنين، ولا تُحدّد قيمتهم بكثرة اللقاءات، بل بعمق الأثر الذي يتركونه في قلوبنا. هؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون، الذين يثبتون لنا أن الصحبة ليست مجرد "ناس نمشي معهم في الطريق"، بل هم الطريق نفسه، والونس الذي يجعل المسافات أخف، واللحظات أعمق وأجمل. معنى الصداقة الحقيقية الصداقة الحقيقية مو بس مكالمات أو ضحكات عابرة، هي دعم في الشدائد، وكتف نرتاح عليه وقت التعب، وصوت يذكرك إنك ما زلت بخير حتى لو العالم كله تغيّر. هي طمأنينة تجعلك تشعر أن لديك من يفهمك بلا كثير شرح، ومن يساندك بلا شروط. الأصدقاء… مرآة الروح الصديق الحقيقي هو المرآة اللي تعكس حقيقتك من دون زيف. ما يجامل على حساب مصلحتك، وما يجاملك على خطأك، بل يكون معك بالصدق حتى لو كان مؤلم. وجوده يذكرك إنك لست وحدك في معارك الحياة، وإن هناك دائمًا من يراك بعين المحبة، لا بعين المصلحة. الصحبة التي تخفف عبء الحياة الأصدقاء الحقيقيون هم اللي يحولون الأيام الصعب...

كريم مرطب ونظره عابرة - خواطر ولحظات وعي

 

كريم مرطّب ونظرة عابره 

كريم مرطب ونظره عابرة
كريم مرطب 


بينما كنت أعود من مشوار عابر، خطر ببالي فجأة أنني بحاجة إلى كريمٍ مرطّب. شيء بسيط، لكنه في تلك اللحظة بدا كأنه أولوية. دخلت الصيدلية بخطى هادئة، أبحث عن تلك العلبة الصغيرة التي تُعيد للبشرة انتعاشها.

استقبلني الصيدلي بحماس تجاريّ واضح، وكأنه وجد فرصة العمر ليُقنع أحدهم بعرضه اليومي: "عبوتان بسعر واحدة!" قالها وكأنه يظنني سأسعد، أو ربما أتسرّع.

رمقته بنظرة خفيفة، وقلت بابتسامة حيادية: "غالبًا هذا المنتج لم يشتره أحد… أو أن تاريخه على وشك الانتهاء." كلمتي تلك أربكته، لكنه لم يتراجع. استمر في تبرير العرض، وأنا… كنت فقط أريد واحدة.

لكنني طيبة أكثر من اللازم… حين شعرت أن تعليقي قد أحرجه، قلت له: "انسى ما قلت… أعطني واحدة فقط، إن كنت واثقًا بجودتها."

وفي تلك اللحظة، كان هناك رجل طويل القامة يقف بجانبي، أطول من سقف المحل، وأطول من صبري على المشاهد الغريبة.

كان يراقب الموقف بصمت، كأن نظراته تقول: "هذه لقطة… وفلوسها كتير." ربما كان يتوقّع أن ألتفت إليه، أو أعلّق، لكني لم أفعل. أنا لا ألتفت إلا حين أرغب… ولا أنظر لمن يراني "عرضًا مغريًا".

مشيت بعدها وكأن شيئًا لم يكن، سوى أنني عدت إلى البيت… بكريمٍ مرطّب، ونظرة لم تصل.

SouadWriter#



تعليقات