مشاركة مميزة

الأصدقاء الحقيقيون - خواطر ولحظات وعي

  الأصدقاء الحقيقيون: الطريق والونس والطمأنينة   في زحمة الحياة، تتغير أماكننا، تتبدل ظروفنا، ويغادر الكثيرون محطاتنا… لكن هناك أشخاص يبقون مختلفين. أصدقاء لا يُقاس وجودهم بعدد السنين، ولا تُحدّد قيمتهم بكثرة اللقاءات، بل بعمق الأثر الذي يتركونه في قلوبنا. هؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون، الذين يثبتون لنا أن الصحبة ليست مجرد "ناس نمشي معهم في الطريق"، بل هم الطريق نفسه، والونس الذي يجعل المسافات أخف، واللحظات أعمق وأجمل. معنى الصداقة الحقيقية الصداقة الحقيقية مو بس مكالمات أو ضحكات عابرة، هي دعم في الشدائد، وكتف نرتاح عليه وقت التعب، وصوت يذكرك إنك ما زلت بخير حتى لو العالم كله تغيّر. هي طمأنينة تجعلك تشعر أن لديك من يفهمك بلا كثير شرح، ومن يساندك بلا شروط. الأصدقاء… مرآة الروح الصديق الحقيقي هو المرآة اللي تعكس حقيقتك من دون زيف. ما يجامل على حساب مصلحتك، وما يجاملك على خطأك، بل يكون معك بالصدق حتى لو كان مؤلم. وجوده يذكرك إنك لست وحدك في معارك الحياة، وإن هناك دائمًا من يراك بعين المحبة، لا بعين المصلحة. الصحبة التي تخفف عبء الحياة الأصدقاء الحقيقيون هم اللي يحولون الأيام الصعب...

حين يتحدث الغراب -خواطر ولحظات وعي

 

حين يتحدث الغراب... بصوتٍ لا يسمعه أحد

SouadWriter#

حين يتحدث الغراب
حين يتحدث الغراب 

في صباحٍ هادئ، حضر الغراب كعادته، وقف على حافة السور دون أن يُصدر صوتًا. لا صياح، لا رفرفة. فقط نظرة ثابتة، عميقة، وكأنها تحمل لغة لا تُقال، ولا تُكتب.

لطالما حاصروا الغراب بالكثير من الظنون، وصفوه بالنذير، وربطوا حضوره بالشؤم والخذلان، كأن الطبيعة اختارت له دور المذنب الأبدي. لكن… ماذا لو كنا نحن من اخترع تلك الأحكام، وعلقناها على كتفي طائرٍ صامت؟

وقف هناك، كأنه يعرفني. لم يخف، ولم يبتعد. بل ظل يراقب، كما لو أن بيننا اتفاقًا غير منطوق. لحظة الهدوء التي جمعتنا لم تكن عبثًا. كان ينظر، وأنا أتأمل: هل جاء فقط ليأخذ بعض اللوز؟ أم ليقول شيئًا بصمته؟

في عينيه شيء من العتب، لا يشبه عتب البشر. لا يبحث عن تفسير، ولا يطالب بردّ. حضوره بذاته كان رسالة. ربما يقول:
"أنا لا أُحضر الشر، أنا فقط أجيء حين يسقط الآخرون."

ربما الغراب هو مرآتنا في الصباحات الصامتة… حين لا نجد من يفهم ما بنا، ولا نملك رغبة في الشرح. مجرد وجود يرافقنا، بلا أسئلة، بلا وعود.

في هذا السكون، وجدت في الغراب شيئًا لم أجده في كثير من الناس. لم يبتسم، لم يقترب، لم يطلب. فقط حضر.
وهذا أحيانًا، أكثر مما نحتاج.

تعليقات